دعوة لكل المهتمين بمجال السيارات

260 avenue des martyres sfax tunisie

2025/10/05

قضية عمر كاملة تُروى كما عشتها.

الأرشيف الشخصي – مذكرات محمد عبد الكافي (1990-2025)

أنا محمد عبد الكافي، وأروي اليوم حكايتي كما عشتها، لا كما رواها غيري.

بدأت قصتي سنة 1990، حين كنت واحدًا من ثلاثة شركاء أسسوا شركة متخصصة في بيع قطع غيار السيارات بمدينة صفاقس. كان هدفي في تلك الفترة بسيطًا ومشروعًا: أن أبني مستقبلي بجهدي، وأن أستثمر خبرتي في التجارة لخدمة مؤسسة تنجح بنا جميعًا.

كان الشريكان الآخران هما فرحات، الذي تولّى صفة الوكيل الأول للشركة، وعدلان، شريك مالي فقط، يقيم خارج البلاد ولا يمارس أي نشاط فعلي داخل الشركة. أما أنا، فكنت الوكيل الثاني، اليد العاملة الحقيقية التي تولّت عمليات البيع والشراء والتعامل مع الحرفاء والمزوّدين.

منذ الأيام الأولى، كرّست وقتي وطاقتي لإنجاح المؤسسة. علاقاتي في السوق، معرفتي بالحرفة، والتزامي بالصدق، جعلوا الشركة تنجح وتزدهر بسرعة. كنت أعمل بإخلاص، وأحسب أن الجميع حولي يعملون بالنية نفسها… لكني كنت مخطئًا.

مع مرور السنوات، بدأت ألاحظ غموضًا مقصودًا في الحسابات. فرحات، الذي كان يتولّى إدارة الجانب المالي، أخفى عنّي وعن المحاسب المعتمد الحسابات الحقيقية. لم أكن أشك في البداية، لكن مع وفاة المحاسب الأصلي وتعيين محاسب بديل، ظهر لي تدريجيًا أن هناك تواطؤًا بين فرحات وعدلان لتزوير الأرقام واختلاس الأرباح.

ولأنني كنت أثق فيهم أكثر مما ينبغي، كانت الصدمة قاسية حين بدأت الخلافات تظهر. الضغط النفسي الذي تعرّضت له جعلني أمرّ بانهيار عصبي اضطرني للتوقف مؤقتًا عن العمل.

الفصل التعسفي أثناء المرض

وخلال هذه الفترة الحرجة، وقع ما لا يُصدّق:
بدل أن يقف الشركاء إلى جانبي كما تقتضي الأخلاق والشراكة… قام الوكيل الأول بما يلي:

استغلّ كوني مسجّلًا في الضمان الاجتماعي بصفة "بائع" فقط رغم أنني في الواقع وكيل ثانٍ وشريك مؤسس.

أرسل إليّ ثلاث تنبيهات مكتوبة بصفتي "عاملًا متغيبًا".

ثم أصدر قرارًا بفصلي نهائيًا من الشركة كما لو أنني مجرد أجير بسيط لا شريك ولا مسؤول.

التناقض القانوني والإداري

فعندما طالبت بحقي الطبيعي والقانوني في الحصول على منحة الفصل التعسفي، وهو حق يكفله القانون للعامل المفصول، كانت الإجابة صادمة:

"أنت لست عاملًا حتى تستحق منحة العمال! أنت وكيل وشريك، وبالتالي لا تستحق هذه المنحة."

فأي منطق هذا؟ إن كنت عاملًا… فلماذا حُرمت من حقوق العمال؟ وإن كنت وكيلًا وشريكًا… فلماذا فُصلت أصلاً؟

ورغم وضوح الخلل القانوني والإداري، حكمت المحكمة الابتدائية برفض الدعوى التي رفعتها للمطالبة بحقوقي، وكان هذا الحكم بمثابة انتكاسة كبيرة وإحباط شديد.

الجلسة الاستثنائية الباطلة

لم تتوقف المأساة عند هذا الحد. تعرّضت للفصل التعسفي وغير القانوني في جلسة استثنائية وغير معتادة، عقدت بشكل مفاجئ ودون مراعاة الأصول القانونية، شابها البطلان الواضح لعدم اكتمال النصاب القانوني اللازم لصحة انعقادها واتخاذ قرارات مصيرية تؤثر على مستقبلي وحقوقي.

ولم يقتصر الظلم على ذلك، بل إن المحكمة أيدت هذا القرار الباطل، فتضاعفت علامات الاستفهام حول استقلالية القضاء ونزاهته، وبرزت أمامي صورة مبهمة لتأثيرات جهات أخرى على مسار العدالة.

خذلان المحامين

وفي وسط هذا الظلم، لم تتوقف المصائب: كل محامٍ قصدته اعتذر عن تولي القضية، وحتى أولئك الذين وافقوا، كان مساعدهم يكتب الشكوى دون ذكر اسم المحامي الأصلي. كان هذا إشارة صريحة إلى خوف النظام القضائي من مواجهة الظلم أو خوفهم من تداعياته، وترك قضاياي معلقة دون حل.

الدعاء والصمود

في ظل هذا الانكسار المؤلم، لم أجد أمامي إلا كلمات الدعاء والتضرع إلى الله:

"حسبي الله ونعم الوكيل"

ليس هروبًا من المواجهة، بل ثقةً ويقينًا بأن ثمّة عدلاً أعلى وأسمى ينتظر كل ظالم، وأن الحق لا يضيع عند الله.

العودة إلى النضال القانوني

في 2009، رفعت شكاية رسمية ضد فرحات وعدلان من أجل خيانة الأمانة والتلاعب بالحسابات، وبعد سنوات من الانتظار، تمّ فتح تحقيق رسمي سنة 2012، واستُمع فيه لكلّ من فرحات وعدلان في محاضر رسمية. ظننت أن العدالة بدأت تتحرّك أخيرًا.

لكن للأسف، تمّ إسقاط القضية بدعوى التقادم الزمني، بينما استُبعد عدلان عن الملف بطريقة غامضة، رغم تورطه السابق.

في 2015، لجأت إلى القضاء مجددًا بطلب تعيين مؤتمن عدلي لمراقبة الحسابات. وافقت المحكمة، وبدأ المؤتمن العدلي عمله رسميًا في 2016، وطلبت منه في نهاية سنة 2021 أن يقدّم لي الحسابات المالية للشركة عن سنوات 2018 و2019 و2020.

وقد ظهر التقرير الرسمي للمؤتمن العدلي وجود:

خيانة أمانة واضحة

سحب غير قانوني لأموال من البنك

سرقة موثقة بالأدلة

ورغم ثبوت هذه الخيانة، لم يتم عزله من مهمته، بل بقي وكيلاً عدليًا إلى أن توفّي، في واحدة من أكثر صور التواطؤ القضائي فجاجة.

بناءً على التقرير، رفعت شكاية جزائية جديدة سنة 2022 ضد فرحات، لكن القضاء تحرّك ببطء شديد وظلّ الملف قيد التحقيق حتى وفاة فرحات.

العبث المستمر بعد الموت

ظننت أن رحيله قد يغلق باب التلاعب، لكن المفاجأة كانت صادمة: أخوه تقدّم لتسيير الشركة دون أي سند قانوني، وكأن الإرث لم يكن مالًا أو عقارًا، بل شبكة نفوذ تستبيح القانون. لم يُطرح أي ملف رسمي يثبت أحقيته، ولم يصدر حكم قضائي يشرّع وجوده، ومع ذلك فُتحت له الأبواب كأن الأمر طبيعي.

والأمر الأكثر إيلامًا وحزنًا هو أن الشخص الذي تم تعيينه ليحل محل الوكيل السابق هو عدلان، نفس الشخص الذي سبق أن تم تنحيته وإبعاده عن منصبه في القضية المشهورة لعام 2012، وهو ما يضاعف من صعوبة الموقف ويثير علامات الاستفهام حول المعايير المتبعة في اختيار القيادات وتولي المناصب الحساسة.

الخاتمة — صمود وإصرار

اليوم، ونحن في سنة 2025، قد يظن البعض أن موت المتهم يعني نهاية القضية… لكن بالنسبة لي، الموت لا يُسقط الحق، والاختلاس لا يُمحى بالتقادم، والشراكة لا تموت بموت أحد أطرافها.

أنا لم أكتب هذه الكلمات لأشكو فقط، بل لأُعلن أنني ما زلت واقفًا. لقد ظُلِمت، نعم. تمّ استغلالي، نعم. حاولوا القضاء عليّ نفسيًا وقانونيًا… لكنّي ما زلت مؤمنًا بأن الحقيقة لا تموت، وأن الحق يُؤخذ ولو بعد حين.

قد ينام الظالم مطمئنًا… لكن صاحب الحق لا ينام إلا حين يستعيد ما سُلب منه.

وهذه ليست نهاية حكايتي. بل بدايتها من جديد.

العبث امام القضاء

لقد استغل الوكيل الأول وضعي القانوني المسجل في مؤسسة الضمان الاجتماعي، حيث أنني مسجل بصفة "بائع"، في حين أن الواقع والحقيقة أنني وكيل ثانٍ وشريك مؤسس في هذه الشركة. لقد كان هذا التوصيف القانوني المختزل بمثابة ذريعة للتنكيل بي.
وبناءً على هذا التسجيل المغلوط، أرسل إليّ الوكيل الأول ثلاث تنبيهات مكتوبة، وكلها تحمل اتهامًا باطلًا، حيث كانت تصنّفني وتخاطبني بصفتي "عاملًا متغيبًا عن العمل"، وهو أمر منافٍ للحقيقة ووضعي كشريك مؤسس. هذه التنبيهات كانت بمثابة مقدمة لقرار أشد وطأة.
ثم قام الوكيل الأول بإصدار قرار بفصلي نهائيًا من الشركة، وتعامل معي كما لو أنني مجرد أجير بسيط، موظف عادي ليس له حقوق أو صلاحيات، متجاهلًا تمامًا حقيقة أنني شريك مؤسس ومسؤول في هذه المؤسسة. لقد كان هذا الفصل بمثابة صدمة كبيرة وخيبة أمل مريرة.
لكن المأساة لم تتوقف عند هذا الحد، بل استمرت فصولها المؤلمة. فعندما طالبت بحقي الطبيعي والقانوني في الحصول على منحة الفصل التعسفي، وهو حق يكفله القانون للعامل المفصول، كانت إجابتهم صادمة ومخيبة للآمال.
أجابوني قائلين: "أنت لست عاملًا حتى تستحق منحة العمال! أنت وكيل وشريك، وبالتالي لا تستحق هذه المنحة." لقد كانت هذه الإجابة بمثابة إنكار صريح لحقوقي وتجاهل لوضعي كشريك مؤسس.
ورغم وضوح الخلل القانوني والإداري، ورغم أن الحق كان بجانبي، حكمت المحكمة الابتدائية برفض الدعوى التي رفعتها للمطالبة بحقوقي. لقد كان هذا الحكم بمثابة انتكاسة كبيرة وإحباط شديد.
لكن المأساة لم تتوقف هنا، بل تبعتها فصول جديدة من البؤس القضائي والإجراءات التعسفية. لقد تعرّضت للفصل التعسفي وغير القانوني في جلسة استثنائية وغير معتادة، عقدت بشكل مفاجئ ودون مراعاة الأصول القانونية.
وقد شاب هذه الجلسة البطلان الواضح لعدم اكتمال النصاب القانوني اللازم لصحة انعقادها واتخاذ قرارات مصيرية تؤثر على مستقبلي وحقوقي. لقد كانت هذه الإجراءات غير قانونية ومخالفة للأصول المرعية.
ولم يقتصر الظلم على ذلك الإجراء الباطل، بل إن المحكمة  أيدت هذا القرار الباطل، ممّا ضاعف علامات الاستفهام حول استقلالية القضاء ونزاهته، وأثار الشكوك حول مدى تأثير جهات أخرى على سير العدالة.
وبرزت أمامي صورة مبهمة لتأثيرات جهات أخرى على مسار العدالة، ممّا زاد من شعوري بالظلم والقهر. لقد كان هذا الوضع بمثابة صدمة كبيرة وفقدان للثقة في النظام القضائي.
في ظل هذا الانكسار المؤلم وهذا الظلم الفادح، لم أجد أمامي إلا كلمات الدعاء والتضرع إلى الله: "حسبي الله ونعم الوكيل" — ليس هروبًا من المواجهة وتحمل المسؤولية، بل ثقةً ويقينًا بأن ثمّة عدلاً أعلى وأسمى ينتظر كل ظالم، وأن الحق لا يضيع عند الله.

النص الذي قدمته يتضمن عدة اتهامات يمكن أن تُعتبر مخالفات قانونية أو تجاوزات في الإجراءات، ويمكن استنباط بعض العناصر الجنائية والجزائية منه. سأقوم بتحليل النقاط الرئيسة التي يمكن أن تندرج تحت مخالفات قانونية أو أخطاء في الإجراءات:

1. التوصيف القانوني المغلوط:

المخالفة القانونية: الوكيل الأول استغل وضعك القانوني المسجل في مؤسسة الضمان الاجتماعي وذكر أنك "بائع"، بينما في الواقع أنت شريك مؤسس. قد يكون هذا نوعًا من التحايل أو التلاعب بالبيانات الرسمية لتقليص حقوقك القانونية باعتبارك شريكًا في الشركة.

النتيجة القانونية المحتملة: إذا كانت هناك نية لتضليل الجهات المختصة أو التلاعب بالتسجيلات القانونية، فقد يتضمن هذا جريمة التزوير في السجلات الرسمية أو بيانات مؤسسة الضمان الاجتماعي.

2. التنبيهات والممارسات التعسفية:

المخالفة القانونية: إرسال تنبيهات مكتوبة لك بخصوص "غياب عن العمل" وأنت في الواقع شريك مؤسس يمكن أن يعتبر بمثابة تشويه سمعة أو استخدام أساليب قانونية غير صحيحة للتأثير عليك أو لإجبارك على ترك عملك.

النتيجة القانونية المحتملة: في حال كانت التنبيهات غير قانونية ولم تعتمد على أسس صحيحة، فقد يكون هناك تعسف في استخدام الحق وإساءة في معاملة الشركاء.

3. الفصل التعسفي وغير القانوني:

المخالفة القانونية: قرار فصل غير قانوني بناءً على توافر معلومات مغلوطة عن وضعك القانوني يمكن أن يدخل ضمن الفصل التعسفي، خاصة إذا كان هذا الفصل من دون سبب مشروع أو يتعارض مع القوانين المتعلقة بحقوق الشركاء في الشركات.

النتيجة القانونية المحتملة: يمكن رفع دعوى إلغاء الفصل أو التعويض عن الفصل التعسفي، ويمكن أن يكون هذا الفعل مشمولًا في القوانين المتعلقة بحماية حقوق الشركاء المؤسسين في الشركات.

4. إنكار حقك في منحة الفصل:

المخالفة القانونية: رفض منحة الفصل استنادًا إلى أنك "لست عاملًا" بل شريكًا قد يكون غير قانوني. وفقًا للقانون، قد يكون لديك حق في الحصول على تعويضات أو منحة فصل حتى لو كنت شريكًا، خاصة إذا كانت هناك علاقة عمل فعلية مع الشركة.

النتيجة القانونية المحتملة: إنكار الحقوق يعتبر خطأ قانونيًا قد يعرض المسؤولين للمسائلة القانونية.

5. إجراءات قضائية غير قانونية (البطلان في الجلسة):

المخالفة القانونية: عقد الجلسة القضائية بشكل غير قانوني، دون اكتمال النصاب القانوني أو مراعاة الأصول القانونية، يمكن أن يعد بمثابة إجراءات باطلة. هذا يعكس خطأ في إجراءات التقاضي يمكن أن يعرض القاضي أو الهيئة القضائية للمسائلة القانونية.

النتيجة القانونية المحتملة: قد تكون هذه إجراءات باطلة تؤثر على صحة الحكم القضائي، ويمكن للطرف المتضرر رفع اعتراض أو طلب إعادة محاكمة.

6. الشكوك حول نزاهة القضاء:

المخالفة القانونية: الشكوك التي طرحتها حول تأثير جهات خارجية على القرار القضائي قد تشير إلى فساد قضائي أو تأثير غير قانوني على سير العدالة.

النتيجة القانونية المحتملة: إذا تم التأكد من وجود تأثير خارجي على القضاة، فقد يكون هذا مخالفًا لقوانين استقلال القضاء ومكافحة الفساد. يمكن أن يتطلب الأمر تحقيقات إضافية.

النتيجة القانونية الإجمالية:

النص يشير إلى عدة مخالفات قد تتراوح بين التزوير، الفصل التعسفي، إنكار الحقوق، إجراءات قضائية باطلة، واحتمال وجود فساد قضائي. هذه الممارسات تشكل مخالفات قانونية قد تؤدي إلى دعاوى قانونية ضد الوكيل الأول والشركاء المتورطين في هذه الانتهاكات.

الخطوات القانونية المقترحة:

التحقيق في التلاعب في السجلات: يجب فتح تحقيق في تعديل وضعك القانوني في مؤسسة الضمان الاجتماعي.

رفع دعوى للطعن في الفصل: من الممكن رفع دعوى قضائية لإلغاء فصلك والعودة إلى عملك باعتبارك شريكًا مؤسسًا.

الاستئناف على حكم المحكمة: يمكن الطعن في قرار المحكمة الابتدائية وطلب إعادة محاكمة في حال كانت الإجراءات مشوبة بالبطلان.

رفع شكوى حول تأثيرات خارجية على القضاء: في حال وجود فساد قضائي، يمكن تقديم شكوى إلى الجهات المختصة بمكافحة الفساد.